المُثَنَّى شُذُوذ لُغَوِي

كنت قد اقترحت على حسابي الشخصي على فيسبوك مقترحاً بإلغاء المثنى من اللغة العربية واعتقد غالبية الاصدقاء ممن وصلهم المنشور وتفاعلوا معه انني امزح.. لم اكن امزح.. ان كُنّا نُصِر على وجود قواعد خاصة وصرف عند الحديث عن العدد ٢ فلماذا اذاً لا نستحدث قواعد خاصة للعدد ٣ ونسميها المُثلّث وللعدد ٤ ونسميها المُربّع أُسوَة بالمُثنّى وبالطبع هذا امر سخيف…

مدونة سايد فرح

يا احباب ترجمة ما نكتبه على وسائل التواصل الاجتماعي الى اللغات الاخرى ليست جيدة او دقيقة حتى اللحظة لكنها بكل تأكيد ستصبح كذلك في المستقبل القريب وسيتمكّن الذكاء الاصطناعي عبر برمجيات الترجمة من نقل افكارنا بدقّة الى جميع شعوب الارض سواء كتبنا بالفصحة او بالعامية.. بالعامية العربية الدارجة يتم إلغاء المثنى بشكل تدريجي وهذا تطوّر طبيعي.. الاجيال الجديدة نادراً ما تستخدم المثنى عند الحديث او الكتابة.. فلنلغيه ايضاً من الفصحة.. لا توجد اية لغة اخرى في الوجود على حد علمي تُعامِل الرقم ٢ كحالة خاصة والترجمة ستحوِّل المثنّى الى الجمع.. التمسّك بالمثنّى لا يخلو من الرجعية.. الافتخار بالموروث اللغوي شيء اما الابقاء على شذوذ لغوي…..
الاسبقين عجزوا عن معالجة الشذوذ فمثلاً:
انا أُحب المنسف
انا واصدقائي نُحب المنسف
والان في حالة المثنّى تمت معاملته معاملة الجمع:
انا وصديقي نُحب المنسف
وان كان ربنا خلقني انثى سأقول:
انا وصديقتي نُحب المنسف
((نعم الجميع يحب المنسف))

لم يستطع الاسبقون من الاتيان بصرف خاص لهذا الشذوذ وتمت معاملته معاملة الجمع.. وايضاً لم يتمكنوا من تأنيثه.. لأنه شاذ ومحيَّر بين الذكر والانثى..

لكن في بعض المواضع تتم معاملة المثنى معاملة المفرد بالتذكير والتأنيث.. مثال:
ذهب الولد .. ذهبت البنت
الاولاد ذهبوا .. البنات ذهبن
الولدان ذهبا .. البنتان ذهبتا
التأنيث اتى بطريقة مشابهة للمفرد بإضافة الـ”ت” في هذه الحالة.. بحسب فهمي المتواضع لطريقة عمل برمجيات الترجمة اعتقد بأن التعامل مع هذا الشذوذ امر صعب وسيتم حذف كلمات او استبدالها بأخرى مما سيجعل ايصال افكارنا الى عموم شعوب الارض اكثر صعوبة

في النهاية.. سواء كان مقترح جيّد يتم الاخذ به يوماً ما أو انه مقترح سيء وانا على خطأ.. اعيد واكرر بأن الافتخار بالموروث شيء اما الابقاء على بعضه رجعية