الولايات المتحدة تنسحب من مجلس حقوق الانسان ونتنياهو يرحّب

سايد فرح Sayed Farah

اعلنت الولايات المتحدة عن انسحابها من مجلس حقوق الانسان التابع للمفوضية السامية للامم المتحدة لحقوق الانسان والذي يترأسّه سمو الامير رعد بن زيد. المجلس تأسس بالـ٢٠٠٦ ويضم ٤٧ عضواً ومقرّه مدينة جينيڤ السويسريّة. واتهمت الولايات المتحدة المجلس بالنفاق والانحياز ضد دولة الاحتلال.

في حقيقة الامر، وبحسب العديد من المحللين المتابعين للشأن الامريكي، سبب الانسحاب يعود لموقف المجلس من سياسات ادارة ترامب على حدود بلاده الجنوبية مع المكسيك بفصل الاطفال عن اهلهم الذين يعبرون الحدود بطريقة غير شرعية ووصف المجلس هذه السياسة بـ”عديمة الضمير” unconscionable على لسان الامير رعد بن زيد. ومن الجدير بالذكر بأن سياسة ترامب تتعرّض لانتقاد شديد من مجموعات رجال اعمال متعدّدة ومن منظّمات حقوق الانسان ومن عدد كبير من المشرّعين الامريكيين ومن الحزبيْن.

واتهمت ممثلة الولايات المتحدة لدى مجلس الامن نيكي هيلي مجلس حقوق الانسان بأنه بؤرة مجاري cesspool للانحياز السياسي. واضافت بأن انسحاب بلادها من المجلس جاء لتأكيد احترام بلادها لحقوق الانسان والالتزام الذي يمنعهم من الاستمرار كجزء من منظّمة منافقة تخدم مصالحها الذاتيّة وتجعل من حقوق الانسان سخرية.

انقسمت ردود الافعال على هذا القرار بين من رحّب ومن استهجن. لكن بالرغم من التوقيت إلّا ان القرار بالانسحاب يتم التجهيز له منذ مدّة طويلة حيث أن مستشار الامن القومي جون بولتون كان قد عارض انشاء مجلس حقوق الانسان عندما كان مبعوثاً لبلاده لدى الامم المتحدة في الـ٢٠٠٦ وكانت نيكي هيلي قد لوّحت العام الماضي بانسحاب بلادها من المجلس اذا لم يقم هذا الاخير بمعالجة التحيّز ضد دولة الاحتلال وتذرّعت بأن عدد من الاعضاء الحاليين مثل الصين والسعودية ومصر سجلاتها ضعيفة في مجال حقوق الانسان. واعربت الصين عن اسفها للقرار الامريكي عبر المتحدّث بإسم وزارة خارجيتها. امّا رئيس حكومة دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو فقد رحّب بالقرار.

شارك بكتابة الفقرة التالية الصديق

ليث العزّة

بذلك نستطيع القول أن أمريكا بدأت نهجاً جديداً تماماً، وهو السباب والتهديد بشكل علني، وليس أكثر دلالة على ذلك من وصف المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، للمجلس بأنه منظمة “منافقة وأنانية وتستهزئ بحقوق الإنسان”. يبدو بأن الادارة الامريكية همّها الاكبر هو اعادة الانتخاب وتحقيق مكاسب شعبوية داخلية وعلى مراكز صنع القرار في الدول العربية الشرق اوسطيّة تفهّم هذه العقليّة وأن يغيروا استراتيجيات وادوات التعاطي السياسي مع هذه الادارة.

وكان من المقرّر ان يناقش المجلس الشأن الفلسطيني في اجتماع مقرّر على جدول اعماله في الثاني من تمّوز القادم.

بواسطة: سايد فرح Sayed Farah