حاولوا تتخيّلوا أنّكم اصبحتم من اصحاب المليارات.. إلّا بالاخر يقترح عليكم حد انكم تدعموا ناس تسولف عن روايات النجاح.. مثلاً معلّم الشاورما الذي اشترى المحل الذي يعمل به او عاملة النظافة اللاجئة التي تنظّف حمامات احد الفنادق والتي سجّلت براءة اختراع للممسحة التي تعصر نفسها واصبحت صاحبة ثروة وانقلبت حياتها او ملاكم الاحياء الفقيرة المسخّم المكافح والذي اصبح بطلاً للعالم والكوميدي الذي اصبح نجماً الخ.. طبعاً انتوا مش رايحة تكون نيّتكم عاطلة او مؤامراتيّة او اي شيء من هذا القبيل.. ستدعمون لأن ذلك سيعطيكم شعور داخلي بالسكينة والراحة ان ثرواتكم لا تُأثّر على المجتمع وبأنه لا بأس بأن تكونوا فاحشي الثراء وان كل شيء على ما يرام والناس عايشة بسعادة وهيك انتم ستشعرون بالرضا والسعادة.. لكن بالمحصّلة مفعول اثر دعمك لقصّة نجاح لن يدوم طويلاً فسرعان ما ان تشاهد فقير يبحث عن طعام بحاوية القمامة واشخاص بدون مأوى وتعرف من نشرة اخبار ان اطفالاً يموتون لعدم توفّر الدواء.. استوجب الامر لاستمرار شعوركم بالرضا عن انفسكم وجود جهات مختصّة منظّمة لاعطائكم جرعات “افيون الاغنياء” وفي ذات الوقت لتخدير الشعوب لقبول الواقع وعدم قيامهم بالثورة عليكم وليستمر سوء توزيع الثروات.. يا اصحاب المليارات، اعلموا بأن الامور ليست تمام وبأن لكل معلّم شاورما اصبح مالكاً للمحل هناك ألف معلّم شاورما ملتعن سلسفيلهم وما معاهم يدرسوا ولادهم او يعالجوهم او يدفعوا ايجارات وفواتير واعلموا بأن اعادة توزيع الثروات شيء لا بد منه.. انصحكم تسيبوكم من اندية الروتاري ومن مدّعي المدنية والحُجَّاب المنافقين المرتزقة وتسكروا مديونية البلد وتحطوا ايديكم بإيدين الفقراء لاحداث التنمية ولا تخافوا من الناس.. مقابل كل واحد عاطل رايح يحاول يستغلكم في ١٠٠٠ رايحين يحموكم اذا تأكدوا انكم بدكم مصلحتهم وغير هيك لن تعثروا ابداً عن السعادة الحقيقية!
بواسطة: سايد فرح Sayed Farah