القرار الأمريكي بنقل السفارة لوحده قد يكون مفهوما وقابلاً للتأويل، أما ربط ذلك باعتبار القدس عاصمة لدولة “اسرائيل” حسب تعبيره فهو مناورة منه بكسر القرارات الدولية الخاصة بالقدس وهي محاولة يائسة من ادارته لترجيح كفة المصالح الدولية الخاصة بأمريكا على حساب قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية . ما حصل متوقع خاصة مع الضغوط التي يتعرض لها ترامب داخلياً بخصوص التحقيق الخاص وأزمة الديمقراطيين والجمهوريين والأزمة الاقتصادية الداخلية فهو بحاجة لكل لوبي يساعده في الملفات الداخلية أو الصمود اكثر. ترامب أخرج امريكا من عملية السلام الشرق اوسطية.
الفرصة مواتية لكسر شوكة النتن ياهو وقلب الطاولة على مصر والسعودية. النفوذ الامريكي على المنطقة في مرحلة انحسار وقد وصل وجودهم الى مرحلة من الضعف جعلت ايران تتجرأ على سحق حليف امريكا البرزاني بعد اعلان الاستفتاء المدعوم من الامريكان.
اذا ما نجحت الدبلوماسية الاردنية بمنع نقل السفارة الامريكية الى القدس، سيكون انتصار مهم في طريق النضال لانهاء الاحتلال الصهيوني لفلسطين من جهة وتحقيق مكسب كبير للاردن لاستعادة المكانة الاقليمية وفي ذات الوقت فتح قنوات اتصال مع دول لم تعد صديقة فعلياً على خلفية الازمة السورية وبالتالي اعادة تشكيل تحالفاتنا. وحتى لو لم تنجح الاردن بذلك، فالموقف وحده يفتح المجال لعمل الاستادرة المطلوبة والتي سبقتنا فيها تركيا.
بواسطة: سايد فرح Sayed Farah