الضباب

سايد فرح Sayed Farah

الضباب..

كنت عند صديق عزيز من كبار المثقفين العروبيين الشرفاء اليوم وقال لي بأن المشهد ضبابي والبوصلة الوحيدة المتبقيّة للاستدلال على “حُسن” او “سوء” كل جهة من الجهات المتنازعة والمموِلة هي متابعة التصريحات الامريكية حول كل جهة فإن كانت امريكا تدعم تلك الجهة، فهي جهة سيئة وَجَب الوقوف ضدها وان كانت ضدها، فهي حسَنة وجب الوقوف معها؛ تبرير صديقي لذلك هو ان امريكا نفّذت ولا تزال تنفّذ الاجندة الصهيونية وسياستها الخارجية ثابتة في ذلك بل ان ذلك هو احد اهم مرتكزات السياسة الخارجية الامريكية.

بعد التفكير قلت لصديقي بأنه وبحسب متابعتي للمشهد خلال السنوات السابقة فإن المشهد إقليمياً اكثر ضبابية وتعقيداً ممّا يظن لوجود تقاطعات مصلحيّة تنبثق عن وجود عدم يقين بسبب عدم حسم التسويات الدولية-الدولية بعد. وإن تأخير التسويات الدولية-الدولية يترتب عليه اضطرار الاطراف الدولية لتحريك ميكانيزمات ادواتها السياسية والعسكرية الاقليمية لتحسين شروط التفاوض وكلما طالت مدّة الوصول الى تفاهمات كلما تغيّرت المعطيات الاقليمية وتحت-الاقليمية بحيث يصعب الوصول الى تفاهمات دولية سيزداد احتمال حدوث مواجهات مباشرة على المستوى الاقليمي او حتى على المستوى الدولي.

اما بالنسبة لحالة الفراغ السياسي والتخابط الذي تعيشه الاطراف دون-الاقليمية، التي تسبح في فلك القوى الاقليمية المؤثرة مثل السعودية ومصر وايران وتركيا والكيان الصهيوني، فإنها قد تصبح مسرحاً لتصفيات اقليمية حيث تحاول كل جهة “قصقصة” ادوات الجهات الاخرى و/أو ترحيل أزماتها الداخلية إليها لتخفيف الضغط الذي تتعرّض له من قبل حلفائها الدوليين.

بواسطة: سايد فرح Sayed Farah

رأي واحد حول “الضباب

التعليقات مغلقة.