الكاتب: ماهر القرالة.
الاغلبية المنهارة وخطاب النيوليبرالة الجديدة.
المسألة ليست عقل بلتاجي، ولا مجرد باسم عوض الله، بل السياق الذي جاء من خلاله عقل وغيره.. الليبرالية الجديدة وما حملته معها من افكار للسيطرة على القرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
منذ البداية، مع تشكل فكرة تحرير الاسواق والخصخصة، كان لزاما لذلك ان يحمل معه تشكل طبقات مستفيدة من الواقع المستحدث، فالخصخصة التي بدأت بضرب الاقتصاد الوطني وتفكيكه وتهميشه ومن ثم افقاره … والتركيز على قطاعات غير انتاجية ولا مولده للفرص الوظيفية…كل ذلك كان يجري على حساب الوطن والمواطن غير الشريك ولا المستفيد من النمو في رأس المال الاجنبي وشركائه ووكلائه المستفيدين طبعا!!
في هذا السياق لم يبقى امام الغالبية الساحقة من ابناء الشعب سوا الانهيار ، انهيار طبقات كاملة من المهنيين والمزارعين واصحاب المشاريع الصغيرة والخدمية.
هذا الانهيار لقطاعات مهمة اقتصاديا انتجت انهيار الخطاب الاجتماعي السياسي القادر على فهم السياق الليبرالي الجديد.
في خضم ذلك ، يطل علينا بلتاجي ليتحدث عن مهارت ابنه الدبلوماسي وعدد اللغات التي يجيدها والشهادات التي يحملها في خطاب برجوازي موجه لاغلبية منهارة.
ومن ثم يعود ويطالب هذه الاغلبية عبر تصريح سيادي لا يملك ايا كان التصريح به للصبر على الجوع!!!
ويعود عوض الله في خطاب وطني !!
من اين يملك هذا العقل تلك الجراءة ليتعدى صلاحيات سيادية يمكن ان تنتج واقع فوضوي؟
ان استمرارية هذه المهازل من شأنها ان تضرب التحالف الاجتماعي القائم بين الشعب والحكومة ومؤسسات الدولة.
امامنا مثالين حاضرين لنتائج هذا السياق. ( مصر، سوريا) منذ ان بدأت كل منهما بتبني نظام تحرير الاسواق وعدم الاهتمام بالقطاع العام وخاصة الانتاجي . تولدت فئات كبيرة من الوكلاء المحليين المستفيدين ( الفساد) تمكنت من السيطرة على الخطاب السياسي كنتيجة للسيطرة على الخطاب الاقتصادي والاجتماعي، انتج ذلك لاحقا انسلاخ تام بين المجتمع والدولة من حيث المصالح مما ادى لفوضى ……