ستُ ساعات لخّصت تاريخ الكرك

الكاتب: المحامي محمد زهير العبادي.

إلى الذين لم يقرأوا تاريخ الكرك و لم يتمعنوا به، تاريخ الكرك طويل في ساحات الشرف و البطولة و التضحية، فصفحاته لا تحصى. فما حدث في الكرك ليلة الأمس لمحة من هذا التاريخ العريق، تاريخ أبنائها المتجذرين فيها.

ست ساعات دون إنقطاع أعادو شريطهم التاريخي عندما قطفوا على أسوار قلعتهم الرؤوس، وردوا الغزو عن مدينتهم العصيّة على كل من أراد بها سوأً. لخصوا تاريخهم بست ساعات عبروا فيها عن عشق مدينتهم وعن الهمم المدفونة فيهم ، صوروا لنا قساوة خشم عقابهم و أصالة سروجهم ومنعتِهم، وصلافتهم أمام المتربصين.

ففي أول ردة فعل لرجال الكرك شاب يقول لرجل أمن “يا رجل ما إحنا أحسن منكو وِدنا نموت معكم” و آخر يقول و هو مصاب ينزف “الكرك لينا و حقك علينا” لم يكترث بجرحه وألمه كل همه أن لا تضام الكرك وآخر يقول “أنا قناص خلوني”. لم يتركوا لقارئ التاريخ شكاً ولا للمشاهد نقداً حتى إحتار عدوهم ماذا يفعل.

قالها عمي أبو حكيم “يوم إنها بالكرك هينة، لا تخافوا عليها الكرك برجالها”.

هكذا صمدت مدينة الكرك عبر التاريخ بشعبها الذي يفهم أهمية الأمن و الآمان و قيمة الأوطان و ضرورة حفظها في الليل والنهار، وفي الرخاء و الشدة.

شعب يفهم أنه المعني بنشر الأمن والآمان والإستقرار مع أسرته وجيرانه وقبيلته وأسواقه وقلعته وجباله وصحراءه.

شعب يَتجنّد و يُجنّد نُخباً من أبناءه بالمؤسسات الأمنية والعسكرية المنتشرين في ربوع الوطن.

هذه المدينة عريقة أثبتت أنها سياجا للوطن من عمال وفلاحين وكادحين وعسكريين ومهنيّن ورجال دولة، ومختلف مكونات هذه المدينة العظيمة.

فلا أمن يتحقق إلا بشعب يحمي ويبني ويجسد نعمة الإستقرار  الذي لا يقبل أن يتطاول على مقدراته أحد.

فالحمد لله عل شعب يحمي رجال الأمن وينجب رجالاً ونساءاً يقومون بواجبهم تجاه وطنهم ومدينتهم وحمايتها من كيد الكائدين ومكر المتربصين.

ف يا أردن …حارم علينا يطولك النذل الردي.

رحم الله شهداء الوطن والواجب.

 #الأردن #الكرك #jordan