اليسار العربي إلى أين؟؟

الكاتب: م. ابراهيم ناصر

الاسلام السياسي والسلطات الحاكمة لها مشاريعها الواضحة ولها حواضنها الشعبية التي تحمي مشاريعها.

اليساريون والقوميون بعد انهيار المعسكر الاشتراكي فقدت مشروعها وفقدت حواضنها الشعبية واصبحت جزرا متناثرة لا تأثير لها لكنها وجدت لها مكانا تحت شمس السلطات الحاكمة فتناغمت معها حفاظا على وجودها.

عندما جاءت موجات الربيع العربي حاولت قوى الاسلام السياسي ركوب الموجة ونجحت ، وحاولت قوى اليسار ففشلت بسبب عجزها وتشتتها وكل ما استطاعته هو محاولة تشكلها بمسميات جديدة ” ديمقراطية ًمدنية، وطنية، علمانية ..” ولكنها فشلت في خلق حواضن شعبية فعادت لدفئ السلطات الحاكمة تستظل بظلها . ومن باب الحفاظ على وجودها الشكلي كان يجب ان تخلق نقيضا لها وبسبب عجزها عن موجهة السلطات الحاكمة وتقديم مشروعا ديمقراطيا كان من الطبيعي ان تتخذ من الاسلام السياسي نقيضا لها وكونه استطاع الركوب على ثورات الربيع العربي وصبغها بصبغته فكان موقف اليسار من الاسلام السياسي موقفا تم تعميمه على كل القوى المشاركة في الثورات وشيطنتها ومن ثم الاصطفاف مع السلطات الحاكمة وسياساتها الامنية في مواجهة ثورات الربيع العربي اكانت سياسات امن ناعم ام امن البراميل المتفجرة على قاعدة المفاضلة بين استبدادين استبداد علماني واستبداد ديني فالاول يحافظون على وجودهم في ظله وان كان شكليا اما الثاني فلا مكان لهم تحت شمسه الحارقة.

فكل السولافة المثل القائل اليد التي لا تستطيع قطعها بوسها وادعو عليها بالكسر.

وهذا هو حال اليسار بكل تشكيلاته.